تعد قضية التعريف و التنكير من أهم قضايا اللفظ و المعنى، و لذا لقيت اهتماما من النحاة و البلاغين، و على رأس كل من الطائفتين سيبويه و عبد القاهر الجرجاني، حيث نجد أن هذين العلمين كانا سباقين إلى تبيان الوظيفة التي يقوم بها كل من التعريف و التنكير في بلاغة الكلام و فصاحته، و إن كان عبد القاهر أبين في الكلام عن ذلك و أكثر تحليلا من سيبويه، لكون سيبويه كان يضع اللبنات الأولى لبلاغة التعريف و التنكير، و عبد القاهر كان يكمل ما وضعه سيبويه و يزيد ببنائه للصرح الذي يمكن أن ينتهيا إليه حسب جهده و عمله. و كان لكل منهما التفاتة إلى دور السباق في تبيان البلاغة التي يحدثها الكلام باعتبار التعريف و التنكير، و أن كان عبد القاهر أكثر التفاتا من سيبويه إلى ذلك، و التفاتتهما هذه إلى السياق تقودنا إلى مدى الخدمة التي قدمها كل منهما إلى أسلوب القرآن و بلاغته، فما أعظمها من خدمة و أجله
لتحميل المذكرة اضغط هنا:
تعليقات: 0
إرسال تعليق